کد مطلب:90773 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:163

کتاب له علیه السلام (43)-إِلی أهل البصرة کتبه إلیهم مع جاریة















بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحیمِ مِنْ عَبْدِ اللَّهِ عَلِیٍّ أَمیرِ الْمُؤْمِنینَ إِلی مَنْ قُرِئَ عَلَیْهِ كِتَابی هذَا مِنْ سَاكِنِی الْبَصْرَةِ مِنَ الْمُؤْمِنینَ وَ الْمُسْلِمینَ.

سَلاَمٌ عَلَیْكُمْ.

أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ اللَّهَ حَلیمٌ ذُو أَنَاةٍ، لاَ یُعَجِّلُ بِالْعُقُوبَةِ قَبْلَ الْبَیِّنَةِ، وَ لاَ یَأْخُذُ الْمُذْنِبَ عِنْدَ أَوَّلِ وَهْلَةٍ،

[صفحه 822]

وَ لكِنَّهُ یَقْبَلُ التَّوْبَةَ، وَ یَسْتَدیمُ الأَنَاةَ، وَ یَرْضی بِالإِنَابَةِ، لِیَكُونَ أَعْظَمَ لِلْحُجَّةِ، وَ أَبْلَغَ فِی الْمَعْذِرَةِ[1].

وَ قَدْ كَانَ مِنِ انْتِشَارِ حَبْلِكُمْ[2] وَ شِقَاقِكُمْ[3]، أَیُّهَا النَّاسُ[4] مَا لَمْ تَغْبَوْا[5] عَنْهُ[6]،

فَعَفَوْتُ عَنْ مُجْرِمِكُمْ، وَ رَفَعْتُ السَّیْفَ عَنْ مُدْبِرِكُمْ، وَ قَبِلْتُ مِنْ مُقْبِلِكُمْ، وَ أَخَذْتُ بَیْعَتَكُمْ.

فَإِنْ تَفُوا بِبِیْعَتی، وَ تَقْبَلُوا نَصیحَتی، وَ تَسْتَقیمُوا عَلی طَاعَتی، أَعْمَلْ فیكُمْ بِالْكِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ قَصْدِ الْحَقِّ، وَ أُقِمْ فیكُمْ سَبیلَ الْهُدی.

فَوَ اللَّهِ مَا أَعْلَمُ أَنَّ وَالِیاً بَعْدَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنّی وَ لاَ أَعْمَلُ.

أَقُولُ قَوْلی هذَا صَادِقاً غَیْرَ ذَامٍّ لِمَنْ مَضی، وَ لاَ مُنْتَقِصاً لأَعْمَالِهِمْ[7].

فَإِنْ خَطَتْ بِكُمُ الأُمُورُ[8] الْمُرْدِیَةُ، وَ سَفَهُ الآرَاءِ الْجَائِرَةِ، إِلی مُنَابَذَتی وَ خِلاَفی، فَهَا أَنَا ذَا قَدْ قَرَّبْتُ جِیَادی، وَ رَحَّلْتُ رِكَابی.

وَ أَیْمُ اللَّهِ[9] لَئِنْ أَلْجَأْتُمُونی إِلَی الْمَسیرِ إِلَیْكُمْ لأُوقِعَنَّ بِكُمْ وَقْعَةً لاَ یَكُونُ یَوْمُ الْجَمَلِ إِلَیْهَا إِلاَّ كَلَعْقَةِ لاَعِقٍ.

وَ إِنّی لَظَانٌّ أَنْ لاَ تَجْعَلُوا، إِنْ شَاءَ اللَّهُ، عَلی أَنْفُسِكُمْ سَبیلاً[10].

مَعَ أَنّی عَارِفٌ لِذِی الطَّاعَةِ مِنْكُمْ فَضْلَهُ، وَلِذِی النَّصیحَةِ حَقَّهُ، غَیْرُ مُتَجَاوِزٍ مُتَّهَماً إِلی

[صفحه 823]

بَرِی ءٍ، وَ لاَ نَاكِثاً إِلی وَفِیٍّ.

وَ قَدْ قَدَّمْتُ هذَا الْكِتَابَ إِلَیْكُمْ حُجَّةً عَلَیْكُمْ، وَ لَنْ أَكْتُبَ إِلَیْكُمْ مِنْ بَعْدِهِ كِتَاباً إِنْ أَنْتُمُ اسْتَغْشَشْتُمْ نَصیحَتی، وَ نَابَذْتُمْ رَسُولی، حَتَّی أَكُونَ أَنَا الشَّاخُصُ نَحْوَكُمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالی. وَ السَّلاَمُ[11].


صفحه 822، 823.








    1. ورد فی الغارات ص 277. و شرح ابن أبی الحدید ج 4 ص 49. و منهاج البراعة ج 4 ص 335 و ج 19 ص 355. و نهج السعادة ج 5 ص 163.
    2. خیلكم. ورد فی.
    3. شقاق جلّكم. ورد فی الغارات للثقفی ص 277. و شرح ابن أبی الحدید ج 4 ص 49. و منهاج البراعة ج 4 ص 336. و نهج السعادة ج 5 ص 163.
    4. ورد فی المصادر السابقة.
    5. تغبوا. ورد فی متن منهاج البراعة للخوئی ج 19 ص 354.
    6. ما استحققتم أن تعاقبوا علیه. ورد فی الغارات ص 277. و شرح ابن أبی الحدید ج 4 ص 49. و نهج السعادة ج 5 ص 163.
    7. ورد فی المصادر السابقة. و منهاج البراعة للخوئی ج 4 ص 336 و ج 19 ص 355.
    8. الأهواء. ورد فی الغارات ص 277. و شرح ابن أبی الحدید ج 4 ص 49. و منهاج البراعة ج 4 ص 336 و ج 19 ص 355 و نهج السعادة ج 5 ص 163.
    9. ورد فی الغارات ص 277. و شرح ابن أبی الحدید ج 4 ص 49. و منهاج البراعة ج 4 ص 336. و ج 19 ص 355. و نهج السعادة ج 5 ص 163.
    10. ورد فی المصادر السابقة.
    11. ورد فی الغارات ص 277. و شرح ابن أبی الحدید ج 4 ص 49. و منهاج البراعة ج 4 ص 336. ج 19 ص 355. و نهج السعادة ج 5 ص 163.